العلاقة بين المريض والطبيب

شارك :



تعريف.
ليس العلاقة بين الطبيب و المريض مجرد لقاء بين شخصين، و إنما هي عقد طبي حسب البند 23 من قانون واجبات الطبيب.
2) خصائص العلاقة بين الطبيب و المريض.
المعطيات الكلاسيكية.
يطلب المريض بأعراضه يقينا من الطبيب التقني شفاءه، و لكنه يطلب أيضا أشياء أخرى:
الدعم، الطمأنة، الأمن و المحبة، و هكذا يطلب من المريض علاقة محبة حقيقية والوجود تحت التصرف. و هذه الطلبات كلها متوافقة مع تطلب الحياد الذي يبدو للطبيب.
لا يتفاعل الطبيب أمام مريضه كتقني محذر من الأمراض فحسب، بل كشخص له قصة خاصة به، حساسة نوعا ما لمعانات الآخر.
و هكذا تملك العلاقة بين الطبيب و المريض الخصائص الآتية:
- كونها علاقة أساسية مبنية على عدم المساواة و عدم التماثل، ذالك لأن طلب المريض يجعله غير فعال و تابعا و لأن معاناته تستدعيه و تنقصه.
- كونها علاقة انتظار و رجاء في نفس الوقت: ينتظر المريض الشفاء أو على الأقل التخفيف، أما المعالج فينتظر الاعتراف بقدرته على العلاج.
- كونها علاقة يكون فيها التبادل قبل كل شيء في الجسم حيث مكان الكلمات.
- كونها علاقة ثقة تتميز بانعدام المساواة، تتضمن التباعد و التطهير.
معطيات نموذج التحليل النفسي.
لقد حددت نظرية التحليل النفسي تصور النقل. يتعلق الأمر بتفاعلات عاطفية يصدرها الطبيب بوعي أو دون وعي نحو مريضه.
ذالك لأنه في إطار العلاقة بين لمريض و الطبيب بعد الرغبات اللاشعورية مجددة و عدد من رغبات المريض التي لو يتم إرضاءها سوف تسقط على شخص الطبيب في ما يمثل- بدون شعور- شخصا أخر. و كذالك يعيد المريض أوضاع نزاعية عاشها في الماضي.
وقد حددت نظرية التحليل النفسي أيضا تصور النقل العكسي غير أن المريض باعث للنقل، يطلق لفظ النقل العكسي على التفاعلات العاطفية التي يصدرها الطبيب بوعي أو بدون وعي تجاه مريضه. و يرتبط هذا العد العكسي مباشرة بشخصية و حياة الطبيب الشخصية.
في اغلب الأحيان يعتبر النقل العكسي ايجابيا، ليسمح بعلاقة ذات جودة بين المريض و الطبيب متميزة بالتقمص الوجداني من طرف الطبيب و إجراء علاجي فعال. و تعود العلاقة ذات الجودة بين المريض و الطبيب لكون الطبيب يعرف نفسه للمريض و يفهم وضعه مع قدرته على الحفاظ على مسافة بينه و بين المريض، و هي مسافة ضرورية من أجل الموضوعية الضرورية لاتخاذ القرار العلاجي.
غير أن النقل العكسي المفرط الايجابية يعرض إلى خطر الإفضاء إلى تعريف مفرط للمريض و أو إلى فقد الموضوعية في العلاج.
و من الناحية الأخرى، يولد النقل العكسي السلبي العنف و الإفراط في حرمان المريض الشيء الذي يمكن أن يكون منبعا لتعريض العلاقة العلاجية للخطر. كما أن غياب النقل العكسي يمن أن يؤدي إلى برودة مفرطة.
معطيات أشغال مايكل بالينت.
طور المحلل النفسي الهنغاري مايكل بالينت طريقة أصلية للمقاربة للعلاقة بين المريض و الطبيب.
لقد نبعت هذه الإشغال من بعض الملاحظات:
- يوجد عدد ما من الفاقات(نقص) في الطب التقليدي، الذي يدرس الأمراض أكثر من المرضى.
- ثلث النشاط المهني لطبيب عام لا يرتبط إلا بفعل العلاج النفسي.
- تنتظم العلاقة بين المريض و الطبيب بين قطبين متطرفين، القدرة و الخضوع اللذان يوافقان قدرة الطبيب و ضعف المريض.
بالنسبة لبالينت الطبيب في حد ذاته علاج، حتى و لو كان فعله متمحورا حول الدواء. و هكذا يجب أن يسمح التحكم الأفضل في العلاقة الشخصية بإنشاء تبادل عاطفي مع المريض الشيء، الذي يكون له قوة علاجية. هذا هدف «مجموعات بالينت» المخصصة للمقاربة على شكل مجموعات للإشكاليات علاقة الطبيب بالمريض.
المعطيات الحديثة.
العلاقة بين الطبيب و المريض في تغير تام في حاليا. واضعة في الأمام حقوق الشخص، يرجو مجتمعنا أن يطور العلاقة بين الطبيب و المريض من نموذج«الأبوة » إلى نموذج«الاستقلالية ». يترجم هذا التطور خصوصا في الواجبات الجديدة المرتبطة بموافقة المريض الموضحة الخاصة بالعلاج وكذالك باطلاع المريض على الملف الطبي.
و هكذا، يوشك الطبي أن يجد نفسه أمام هامش مناورات نسبيا ضعيف بين الواجبات و الأخلاقيات القديمة من جهة والنماذج الجديدة للعمل من جهة أخرى.
بطريقة مبسطة، يمكن تلخيص الوضع كالآتي: يجب على الطبيب أن يجد مكانا عادلا بين القطبين
نموذج«الأبوة » الغير العادل، و المتفق عليه قليلا، و الذي يحترم بصفة ناقصة الشخص الذي يخبر قليلا بالعلاج.
و نموذج«الاستقلالية ». في هذه العلاقة، الطبي لا يستثمر دور و لا نظام الطبيب، و يترك المسؤولية للمريض الذي يفرض عليه أن يأخذ بنفسه القرارات، و يجد نفسه مدفوعا نحو قرارات لا تتخذ، لأنها تضعه في وضعية لا تسير و توشك أن تفضي إلى عدم استفادته من أحسن العلاجات.
في مجال التطبيق، ولاحترام المريض، دون حرمانه من دوره، على الطبيب أن يفسر المرض للمريض، و يجب إبلاغ المريض بالملف قدر الإمكان، و في حدود احترام المبادئ.
3) العقد الطبي.
و يتضمن هذا العقد التزام الطبيب بالاعتناء بالمريض ولكن ليس أي اعتناء، و إنما هو اعتناء دقيق. و هو أيضا عقد شخصي الذي يجب أن يحترم حرية اختيار المريض كما اقره البند 5 من قانون واجبات الطبيب:" المبادئ المنصوص فيما يلي و هي أيضا مبادئ للطب التقليدي التي تفرض على كل طبيب. و هي حرية الاختيار للطبيب". و يختار المريض طبيبه حسب الثقة التي يشعر بها فيه و ينتظر أساسا منه أن يكون كفئا، حذرا و جاهزا. كما أنه في العقد الذي يربط المريض بالطبيب، يجب على الطبيب أن يجلب علمه، ضميره المهني و إخلاصه.يجب على الطبيب أن يستجيب دائما لطلب المريض حتى لا يتابع قانونيا بسبب عدم مساعدة شخص في خطر. ولكنه غير مجبر على التنازل عن حريته. ذالك لأن اختياره يمكن أن يتمثل في الشروط الحصرية المتوقعة في البند 24 من قانون واجبات الطبيب:" يمكن للطبيب أن ينسحب من مهمته بشرط أن لا أبدا بفعله هذا بالمريض الذي يفارقه و أن يعطي المعلومات التي يراها بضميره نافعة لاستمرار الاعتناء".
) واجبات كل من الطبيب و المريض. 4
يشمل العقد الطبي انخراطا متبادلا يظهر فيه تبادل الموافقة على خدمات متبادلة. و يحتوي على واجبات احتراما للطرفين.
.1) واجبات الطبيب. .4
- واجب العلاج الدقيق و المطابق لمكتسبات العلم. انه ليس مطالبا بشفاء المريض فحسب بل بأحسن اعتناء ممكن و ذالك باستعمال كل الوسائل الموجودة تحت تصرفه. فهو إذا واجب وسائل و ليس واجب نتائج. بعبارة أخرى لا يلام لطبيب على خطأ التشخيص و إنما يلام على خطأ الوسائل.
- واجب المساعدة واجب أخلاقي خاصة في حالة الخطر، كما يبين البند 7 من قانون واجبات الطبيب:" لا يستطيع الطبيب التخلي عن مرضاه في حالة خطر عام، إلا في الأمر القطعي و المعطى كتابة من السلطات المؤهلة".
و يضيف البند 24 من قانون واجبات الطبيب: "....بشرط....إعطاء المعلومات التي يراها بضميره نافعة لاستمرار الاعتناء".
- واجب احترام سر المهنة: "الطبيب مدين لمريضه بالسر المطلق في كل ما أؤتمن عليه أو سيستطيع معرفته بسبب الثقة التي منحت له"(البند 4 من قانون واجبات الطبيب).
- العناية بالمرضى مع مراعاة الضمير.يحدد البند 6 من قانون واجبات الطبيب المبدأ الأساسي للطب:"يجب على الطبيب العناية بمرضاه مراعيا نفس الضمير، مهما كانت مكانتهم الاجتماعية، ومهما كانت المشاعر الشخصية التي يشعر بها نحوهم، و مهما كانت أخلاقهم و شروطهم العرقية و الدينية". و يمكن تذكير عبارة باستور الشهيرة:" لا أسئل ما عرقك، جنسيتك أو دينك، و لكن أسألك ما هي معاناتك؟ يقر البند 23 من واجبات الطبيب:"منذ اللحظة التي يدعو فيها المريض أو غيره الطبيب للاعتناء به، يفرض الطبيب على نفسه:
التأمين الفوري للعناية بالمريض داخل نطاق قدرته و المطلوبة في ذالك الظرف، شخصيا أو بمساعدة شخص أخر مؤهل،..."
و مع ذالك ليس الطبيب مجبرا على التنازل عن استقلاليته. يوضح البند27 :خارج إطار الحالات المستعجلة و حيث يفقد واجباته الإنسانية، للطبيب دائما الحق في رفض الاعتناء بالمريض لأسباب مهنية و شخصية".
- لا يجب أبدا الإضرار بالمريض. كما وضح البند 24.
مسؤولية الطبيب القانونية. يقر البند 17 من قانون واجبات الطبيب بالاتي:"....يستذكر أنه ممنوع على كل طبيب استعمال اسم مستعار من أجل أنشطته المرتبطة بمهنته".
يوضح البند 30 من قانون واجبات الطبيب:"يجب على الطبيب دائما وضع التشخيص بالحذر الشديد، دون احتساب الوقت الذي يكلفه هذا العمل وبالاستعانة في حدود الممكن بالنصائح الأكثر توضيحا و الوسائل العلمية الأكثر ملائمة. بعد إنشاء تشخيص راسخ يحتوي على قرار جدي، خاصة في حالة تكون فيها حياة المريض في خطر، و يجب على الطبيب أن يبذل قصارى جهده في فرض تنفيذ قراره. و في حالة الرفض، يمكن للطبيب التوقف عن العناية بالمريض في شروط البند 24".
إخبار المريض حول العلاج والنتائج التي يتوقع حدوثها(خاصة أخطار العمليات الجراحية).
الحصول على موافقة المريض قبل بدء العلاج.
2.4) واجبات المريض.
- واجب قبول الإجراءات المقررة و العناية الضرورية لحالته. و مع ذالك تبقى دائما حرية رفض العناية و بذلك يلغى العقد.
- واجب دفع أجرة للطبيب (في حالة طبيب عامل بالقطاع الخاص): و يعني ذالك تأمين أداء الأتعاب تعويضا للخدمات التي توصل بها المريض.
لا يتعلق الأمر بعقد عمل لأنه ليس هناك تبعية و لا حتى عقد مقاولة لأن المقاول يفرض النتيجة. و إنما هو اتفاق إرادة ضمني لا يتطلب تعبيرا كتابيا.
أن يكون متعاونا في العلاج، و يعني ذالك: الخضوع للفحوصات، العمليات و العلاج منذ اللحظة حيث يتقبل ذالك كله بعد إخبار تام و بطبيعة الحال تتبع العلاج إلى نهايته.
أعطاء كل المعلومات الضرورية التشخيص، دون أي إهمال.
عدم المبالغة في الأعراض بهدف الحصول على شهادة التوقف عن العمل.
يمكن دائما للمريض أن يرفض العلاج الذي يقترحه طبيبه و لكن يجب أن يخبر بنتائج هذا الرفض.
5) حقوق المريض.
يضمن قانون واجبات الطبيب للمريض:
اختيار المريض للطبيب.
في هذا الإطار يوضح البند 5 من قانون واجبات الطبيب المبادئ الأساسية:" المبادئ المبينة في ما يلي، هي نفسها مبادئ الطب التقليدي، التي تفرض على كل طبيب. هذه المبادئ هي:
- حرية اختيار الطبيب.
- حرية الطبيب في إصدار تعليماته.
- التفاهم المباشر بين الطبيب و المريض حول الأتعاب.(في حالة العمل في القطاع الخاص).
- الأداء المباشر للأتعاب للطبيب من طرف المريض.
موافقة المريض.
البند 25 من قانون واجبات الطبيب:" مدعوا إزاء قاصر أو عاجز آخر أو في حالة استحالة الحصول على موافقة وليه الشرعي في الوقت الضروري، يجب على الطبيب استعمال كل معرفته و كل الوسائل الموجودة تحت تصرفه لتفادي الخطر: و لا يمكنه التوقف عن الاعتناء بالمريض إلا بعد إبعاد أي خطر و بعد أن تصبح كل نجدة غير نافعة أو بعد ترك الاعتناء بالمريض لزميل(طبيب آخر)"
احترام الشخص و حياة الإنسان.
يوضح البند 32 من قانون واجبات الطبيب:"لا يمكن اللجوء إلى إجهاض علاجي إلا بعد، التهديد الخطير لحياة الأم و تسمح هذه العملية بأمل انقاد حياة الأم...
إذا رفض المريض المنبه بخطورة الحالة، العملية، على الطبيب أن ينحني أمام إرادة المريض التي عبر عنها بحرية......"
يملي البند 23 من قانون الواجبات الطبيب:"الحصول على الهم الأساسي للحفاظ على حياة المريض، حتى و لو تعقل الأمر بتخفيف المعانات...."
6) الموافقة.
1.6) موافقة المريض.
تعتبر موافقة المريض مقررة بمجرد امتثاله بحرية للفحص. يجب أن تكون الموافقة حرة، و موضحة و لا تخضع لتأثير الطبيب.
على الطبيب أن يعطي للمريض كل التوضيحات المفيدة، كل المعلومات الضرورية حول مرضه و كل الوسائل الممكنة من أجل علاجه. يصطدم واجب الإخبار هذا بصعوبة بالغة حين يتعلق الأمر بمرض خطير يؤدي إلى مستقبل حذر و ربما قاتل. و لا ينكر البند31 من قانون واجبات الطبي هذه الصعوبة:
المستقبل الخطير يمكن أن يكون شرعا غير متقبل من المريض. لا يجب كشف المستقبل الخطير للمريض إلا بالحذر الشديد، و لكن يمكن كشفه عامة للعائلة. و يستطيع المريض أن يمنع ذالك الكشف أو يعين أشخاصا آخرين يكون كشف المستقبل لهم واجبا".
2.6) موافقة الطبيب.
يوضح البند 27 من قانون واجبات الطبيب:"خارج إطار الحالات المستعجلة و الحالة حيث يفشل في واجباته الإنسانية، للطبيب دائما الحق في رفض الاعتناء بالمريض لأسباب مهنية و شخصية".
يجب تذكير البند431 من قانون العقوبات الذي يعاقب إهمال المساعدة" كل من يتجنب إراديا مساعدة إنسان في خطر، دون خطر عليه أو على الآخرين، و الذي يمكن أن يحضر له المساعدة بفعل شخصي أو أن يساعد في إنقاذه، يعاقب بسجن لمدة 3 أشهر إلى 5 سنوات و بغرامة من 200 إلى 1000 درهم أو فقط إحدى العقوبتين".
ذالك لان القانون يقدر أن النداء يشكل استنتاجا للخطر و يفرض على الطبيب أنه بنفسه يستنتج مفهوم النجدة. و أنه لا يمكن أن ينسحب من مهمته إلا بعد مساعدة المريض التامة.
7) الحوار بين المريض و الطبيب.
1.7) قواعد الحوار بين الطبيب و المريض.
في كل خطوة يخطوها الطبيب يحتل الحوار بينه و بين المريض مكانة ذات أهمية أساسية.
1.1.7) الحوار الشفهي.
يمر الحوار الشفهي عبر الكلمات، التي تنقل عامة عبر التعبير الشفهي. في بعض الحالات المرضية يتطلب الحوار تقنيات أخرى خاصة في حالة المريض الأصم و المريض الذي يعاني من اضطرابات في الوظائف العليا(وظائف الدماغ).
تتطلب قواعد الحوار الشفهي آليات و وقتا للتأقلم مما يسمح للحوار أن يرسخ بطريقة الأكثر إقناعا في الاتجاهين.
يوجد في المحادثة الطبية أوقات للإنصات حيث يعطي الطبيب للمريض فرصة الكلام، وأوقات للاستجواب الأكثر توجيها حيث يحتاج الطبيب لعناصر تتعلق بأعراض المرض ضرورية للتكفل بالمريض. و يجب أن تتكيف لغة الطبيب في كل الأوقات المختلفة من الحوار مع المريض و يعني ذالك أن الكلمات التي يستعملها في المستوى الاجتماعي الاقتصادي للمريض، إذا بمحاولة استعمال كلمات أكثر بساطة في اللغة متى كان ذالك ممكنا، و تختلف مستويات الفهم هذه و المستويات الاجتماعية الاقتصادية من مريض إلى أخر و على الطبي أن يتأقلم تأقلما دائما.
في نظرية التكيف هذه، من المهم أن يستعمل الطبيب إعادة الصياغة(إعادة حملة أو كلمة بواسطة مرادف) حتى يتأكد أن المريض سيفهم السؤال الذي سيسأل أو الرسالة التي ستقترح عليه.
و يجب أيضا استعمال عنصر تقني آخر، و هو سؤال المريض ليفسر بدوره ما فسر له الطبيب حول اشكاليته، مرضه أو الأعراض أو العلاجات التي يمكن استعمالها.
2.1.7) الحوار الغير شفهي.
انه حوار معروف في العلاقات الإنسانية. لا تستعمل الكلمات إلا بنسبة قليلة من المعلومات التي نعطيها للشخص الذي نتحدث إليه. النبرة، الإيماءات، الحركية، إيقاع الحديث، النظرة، كل هذا يأخذ بعين الاعتبار، لا سيما بالنسبة للشخص الذي نتحدث إليه. بعبارة أخرى على الطبيب أن يحسن تحكمه في بعض تفاعلاته، حتى لا يغير دون قصد من الرسائل الشفهية التي يجب أن يرسل إلى مريضه.
في المقابل المريض الذي يتحدث مع الطبيب يفعل ذالك بلغته، باشكاليته، بقواعده الاجتماعية الاقتصادية، دون جزع، و بسبب ذالك، لا يعبر دائما بالكلمات الحقيقية عن شكواه و معاناته.
على الطبيب أن يأخذ بعين الاعتبار هذه العناصر لينصت، يفسر، يفك رموز لغة المريض و يستوعب في لحظة و أخرى المحادثة الشيء الذي يظهر أنه طلب المريض القوي. و من المعلوم جيدا أن بعض الطلبات، بعض الشكوى لا يعبر عنها إلا في آخر الاستشارة الطبية، و يجب أن نعرف كيف ننصت إليها، و لا نقلل من شانها، و نأخذها بعين الاعتبار.
3.1.7) التقمص الوجداني.
تبقى العلاقة بين الطبيب و المريض في مجال أصلي و لا تشبه أي نوع آخر من العلاقات. على الطبي أن يتعلم التقمص الوجداني أي القدرة على إقامة علاقة تدعيم و تعاطف نحو المريض، دون الاتجاه نحو أحاسيس أكثر تطابقا للعلاقات الإنسانية المعتادة يعني ذالك التجاوب العاطفي و عدم التعارض.
في هذا الاطار على الطبيب أن ينصت للمريض، أن يحترم رغباته، و أن يكون قادرا على المناقشة دون انفعال بسبب إشكالية المريض، محترما لرأيه دون تسليط الكثير من الضغط في محاولة لجعله يريد وجهت نظر أو إتباع مسلك يرفضه المريض.
لكل مريض شخصية مختلفة على الطبيب أن يتكيف معها في علاقته الطبية التي يقيم انطلاقا من الطلب الذي يعبر عنه المريض.
4.1.7) إعلان مرض خطير إعاقة أو وفاة.
في هذه الأحوال على الطبيب أن يتعلم كيف يعبر بشكل متكيف على مستوى الكلمات و التصرف العام.
سيرتبط هذا الجزء من العلاقة بين الطبيب والمريض الذي يتمثل في إعلان مرض خطير أو إعاقة مؤكدة ،بنوع الإعلان و الحالة التي يوجد فيها المريض أو محيطه أثناء الإعلان.
2.7) الإنصات كثيرا و التفسير كثيرا.
العلاقة بين الطبيب والمريض متشددة و تتطلب الإنصات أكثر فأكثر و تتطلب من الأطباء أيضا قدرات تربوية. يسمح الإنصات الهدفي و المتقمص للوجدان بتحسين إجراء التشخيص و كذالك بداية التكفل العلاجي. كما أنه لا بد آن تكون التفسيرات التي يعطي الطبيب للمريض متقنة أكثر فأكثر، متعلقة بالموضوع أكثر فأكثر، تامة أكثر فأكثر.
ثم إن غياب الإنصات، غياب التفسيرات الكافية مصدر للكثير من استياء المرضى من الأطباء و بالتالي الكثير من الشكايات التي تضع مشاكل المسؤولية.
3.7) إستراتيجية الحوار.
من الأساسي إقامة محيط ملائم للمريض و الطبيب، و الإقامة في غرفة هادئة و مريحة. و من الضروري ، توقع وقت كافي دون حدوث الإزعاج. و إذا كان مصحوبا بشخص، لا بد من التأكد من أن المريض قد اختار الأشخاص المحيطين به.
1.3.7) مبادئ الحوار.
- الاستعداد.
- الوجود في وضعية الإنصات النشيط للمريض(استعمال كل جوارحه حتى يتمكن من استيعاب كل ما يقال ) و فك رموز عناصر الحوار الشفهي و الغير الشفهي.
- أخذ بعين الاعتبار ما يفضله المريض في إعداد مشروع العناية.
- تكيف السلوك، و المسعى مع وضعية المريض.
- التمييز في كل مرحلة من حصة العلاج، بين أقواله و أفعاله.
- إعطاء تفسيرات واضحة، مختصرة و ملائمة لمستوى فهم المريض و التحقق من أن تلك التفسيرات قد فهمت.
- الحصول على موافقة موضحة للمريض من أجل إقامة عقد علاجي(الاعتناء بالمريض) واضح و اشتراك فعال في المرض.
- احترام الصمت.
- تلاؤم شكل و محتوى الحديث مع المحاور.
- الاسئلة المفتوحة و المغلقة.
- مراقبة الفهم.
- الإعادة كما اقتضت الضرورة ذالك.
2.3.7) المريض في وسط العلاقة(بينه و بين الطبيب).
يتعلق الأمر في كثير من الأحيان بمفاوضة حقيقية بين المريض و الطبيب.
- البدء بالإجابة عن الاسئلة.
- إخبار المريض بمحيطه.
- التفاوض حول القرار.
- التعبير عن الحقيقة الأكثر تقبلا.
1.2.3.7) إعداد خطة قبل البدء.
- من اجل هذا سيفرض على الطبيب أن يتخذ قراره الذي تمليه عليه معرفته العلمية مدمجا المريض و محيطه(بيئته).
- أحيانا تتسجل العلاقة بين المريض و الطبيب في مرحلة طويلة.
- كما يتطور تصرف في مواجهة مشكل طبي، كما يشارك وجود خطة لتسيير الحوار في تناقص القلق الذي يشعر به الطبيب.
- يبدو أنه من المفيد استحضار كل النتائج الممكنة منذ بدء الموازنة قبل الحصول على التأكيد، و هكذا يصبح المريض فاعلا في قدره.
- من لضروري احترام نوع من التماسك بين ما يحس المريض عادة أو جسديا و ما يقول له الطبيب.
2.2.3.7) تزويد المريض بمراقبة لجودة المعلومات التي يستقبلها.
- لا يجب أن يترك الطبيب نفسه مأخوذا بالعبارات المغلقة و التفسيرات الطويلة و أكثر تقنية.
- من الأساسي التحقق إن كان المريض يرغب في سماع الأخبار أو يتمنى الانتظار.
- يبحث المريض في حالات أخرى، معرفة من أين« يأتي هذا » من أجل إيجاد مفهوم، ما نسميه بصنعة تحمل المسؤولية. مثلا: لو شربت أقل......
- في حالات أخرى، يمكن أيضا أن يظهر المريض قلقا مرتبطا بمعانات أقاربه«ماذا سيفعل زوجتي و أطفالي؟»
3.2.3.7) أعطاء أخبارا سارة أو على الأقل شيئا من الأمل مع الأخبار السيئة.
- يجب أن لا نكشف عن مستقبل المرض بتعبير المدة. فتطور معجز، 1 % من الإحصائيات يمكن أن تخدع كل توقعاتنا.
- يسمح الأمل بمنح القدرة على مقارنة المعلومة (اعتبار معلومة بالنسبة لمعلومة أخرى) للمريض.
- يسمح الأمل بالاستكشاف مع المريض معنى حياته و مرضه.
- يسمح الأمل بتحديد أهداف واقعية و ملائمة مع المريض في مرحلة مرضه. بالنسبة للمرضى، هذا أمل تأمين استعداد و وجود الطبي و مراقبة أعراضه حتى يصل إلى النهاية التي هي خبر سار.
-إن الأمل هو الشيء الذي يعطي للمريض القدرة على عيش أوقات ذات دلالة لليوم في اليوم.«ليس الأمل وسيلة للالتفاف، و إنما هو وسيلة للمرور عبرها».
- إذا تم اجتناب التشخيص، نضمن للمريض التكفل بعزلته، جرمه، بحثه عن المسؤولية، مخاوفه الواقعية و الغير واقعية.
4.2.3.7) يجب أن لا نكذب أبدا.
خوفا من الحقيقة الضارة تحب العائلات أن تحمي آباءها من الأخبار السيئة. في أحيان كثيرة يطلب من الطبيب المشاركة في هذا التواطؤ في مصلحة المريض. تواطؤ يؤدي إلى عزلته في مكيدة الصمت دون التمكن من تجنب ذالك. يجب إعطاء أمل واقعي للعائلة من أجل تناقص قلقه. يجب إعلان« سأعطي إجابات أمينة، لن اكذب أبدا ».
ذالك لأن، المرضى وعائلاتهم لن يطلبوا من الأطباء معجزات، و لكن الإنصات، الصدق و تأمين اصطحاب عبر تحقيقات و علاجات.
3.3.7) إقامة علاقة تسامح و ثقة مع المريض.
- احترام حياء المريض و صعوباته النفسية.
- على الطبيب أن يتحكم في تفاعلاته بالنسبة إلى هذا النوع من الوضع: الرفض، الصعوبات النفسية، التعاطف أو موقف«المواطن».
- تحديد درجات الحاجيات الشيء الذي يمكن أن يحققه المريض.
- على الطبيب أن يشرح للمريض أن إقامة علاقة دائمة مع مكتب أو عيادة طبيب عام تعود عليه و على صحته بالفائدة، و ذالك بالعلاقة مع المحترفين الآخرين.
- الولوج الاستعداد، دوام العلاجات.
- التكفل المدمج(الشامل) بمشاكل المريض، التوجيه الأمثل في دائرة العلاجات.
- كلفةأقل له و لعائلته، خاصة بفضل البطاقات الصحية و بإمكانية الإعفاء المتقدم من المصاريف.

شارك :

ثقافة

طبية

معلومات

ما رأيك بالموضوع !

0 تعليق: